السلام عليكم و رحمة الله وبركاته شيخي الفاضل حفظم الله – اني رجل ياكلني الوسواس القهري اكلا من كثرة المعاصي وذنوبي الكبيرة. أشعر كأني احتضر لااعرف الراحة ولا حلاوة اي ذرة من الإيمان خسرت ولا زلت اخسر كل شئ اهلي واولادى. لقد كنت من الغافلين المنافقين اسال الله تعالى ان يهديني الى طريق الصواب . هل لي من توبة ؟ لقد اصبت بلا شعور ولا احساس فما العمل. وجزاكم الله خيرا ولا تنساني من صالح دعائكم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. أما بعد،
أخي، و من يحول بينك و بين التوبة؟ إن التوبة مقبولة من العبد ما لم تأته غرغرة الموت و ما لم تطلع الشمس من مغربها، فعن عبد الله بن عمر عن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال: “إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” رواه الترمذي؛ و عن أبي هريرة قال قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: “من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه” رواه مسلم.
و إنها لمقبولة من كل العباد مهما أسرفوا على أنفسهم، قال الله تعالى: “قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا ً إِنَّه ُُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزُّمَر: 53)
فتب من ذنبك و أحسن ظنك برحمة ربك و مغفرته فلهو أرحم بعباده من الأم بوليدها، فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول “جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه.” رواه البخاري.
و مما يعينك على التوبة مخالطة الصالحين، و مما يدفع عنك الوسواس طلب العلم النافع. فإن كان الوسواس مرضياً، و لعله كذلك، فأنصحك بطلب الدواء له من طبيب مسلم متخصص في الأمراض النفسية.
اللهم ارفع عن أخينا همه و غمه و حزنه و أصلحه و املأ قلبه رجاءً.