انا شخص احسب نفسى انى ملتزم واجتهد فى العلم الشرعى ومجالى التخصصى واقرا التفاسير وملم ببعض علوم الحديث وهمتى والله عالية جدا لدرجة انى من الممكن ان اقرا كتابا كاملا فى يوم واطبقه على نفسى واهلى ولله الحمد ولكن هناك مشكلة لو وقعت عينى على امراة فانى لا انساها وقد من الله على بصحة جبارة ولكن لا املك تكاليف الزواج فالعادة تلازمنى والازمها مع كل هذا العلم افيدونى افادكم الله؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
الخلاف حول الاستمناء قديم فهناك القول بالتحريم مطلقًا: روي عن ابن عمر – رضي الله عنه وعن سائر الصحابة -، وقال به عَطَاء من التابعين – رحمه الله وسائر المؤمنين – ومن المذاهب الأربعة المالكية والشافعية ونسبه القرطبيّ إلى عامة العلماء. ودليلهم
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7].
قال الإمام الشافعي في “الأم”: “… فكان بينًا في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان، … فلا يحل العمل بالذَّكر إلا في الزوجة
أو في ملك اليمين، ولا يحل الاستمناء، والله تعالى أعلم”.
وهناك القول بالتحريم إلا لو خاف على نفسه الزنا جاز: وقال بذلك الحنابلة وهو المشهور في مذهبهم. وهناك القول بالتحريم إلا إذا غلبته الشهوة وأراد تسكينها جاز، فإن خاف على نفسه الزنا وجب: وقال به الحنفية. ودليل الحنابلة والحنفية هو ما تقرر في الأصول من ارتكاب أخف الضررين، وكونه في هذه الحالة ضرورة، وبه يندفع شر الزنا. قال المِرْداوِيّ في الإنْصَاف: “لو قيل بوجوبه (أي الاستمناء) في هذه الحالة (إن فعله خوفًا من الزنا، ولم يجد طولًا لحرة، ولا ثمن أمة) لكان له وجه كالمضطر”.
وهناك القول بالكراهة: وقال به أحمد في رواية وابن حَزْم.
وهناك القول بالإباحة: روي عن ابن عباس وقال به الحسن وعمرو بن دينار وزياد أبو العلاء وأبو الشعثاء ومجاهد.
والقائلون بالكراهة والإباحة أدلتهم واحدة غير أن من ذهب إلى الكراهة إنما كرهه لأنه ليس من مكارم الأخلاق.
إن ثورة الشهوة عند الشباب جامحة وقد تؤدي بهم وبالمجتمع إلى مخاطر عظيمة؛ وقد قال الحسن وزياد أبو العلاء “كانوا يفعلونه في المغازي” وكأنهم هنا ينقلون عن الصحابة. ذلك، مع ما
وضحنا من عدم وجود الدليل الظاهر على المنع، ومع عدم ثبوت الأضرار الصحية، ومع وجود الحاجة الماسة لتسكين الشهوة عند كثير من الشباب حماية لهم وللمجتمع، كل ذلك يُشْعِر بأن القول الراجح في حكم الاستمناء هو الكراهة لغير حاجة، والجواز عند ثورة الشهوة لتسكينها، وقد يتوجه الوجوب لمن خاف على نفسه الزنا ورأى أنه لا يندفع عنه إلا به والله تعالى أعلم، ولكن هناك تدابير تغني أصحاب النفوس الكبيرة عن الاستمناء والعمل بها أفضل وأولى، وأورع، وأبعد عن موطن الشبهة، والخروج من الخلاف خير وعافية للمؤمن. ومنها ما هو نصائح نبوية لا يفرط فيها إلا من سفه نفسه:
- الزواج المبكر: وقد نصح بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغَضُّ للبصر وأحْصَنُ للفرج”.
وأرجو أن تسارع إليه، ولا أفهم إن كنت قصدت بأهلك زوجا غائبة أو غير ذلك. - الصوم لعدم القادر على الزواج: لقوله ﷺ في تتمة الحديث السابق: “ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء”.
- الابتعاد عن مثيرات الشهوة: كالنظر المحرم ومشاهدة الأفلام الخليعة والسماع المحرم.. إلى غير ذلك. قال الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
- ملء الفراغ وطلب المعالي واتخاذ الأخلاء الذين يعينون على الطاعة: وقد تنصرف بعض الطاقة أيضًا بالألعاب الرياضية النافعة وأنواع الترويح المباح.
والله تعالى نسأل أن يحصن شباب وفتيات المسلمين ويعصم مجتمعاتهم من الفاحشة.
وفي الختام، اعلم – رعاك الله – أن السيئات لا يذهبن الحسنات، وإن مداومتك على أعمال الخير، ستعصمك من السوء وتحفظك. ومن أعظم أعمال الخير طلب العلم النافع ابتغاء وجه الله.
والله تعالى أعلم