نحن طالبات نسكن المدينة الجامعية ونحسب أنفسنا ظاهرا الفئة الملتزمة بها حيث اجتنبنا نواهي الله تعالى وتقربنا اليه بصالح الاعمال نساله ان يتقبلها قبولا حسنا واختار لنا الله تعالى طريق دعوته فتركنا كثيرا من المباحات من أجل نشر دينه تعالى فله الحمد والمنة ونساله القبول وأن نكون أهلا لاختياره ونظرا لأننا نسكن سويا فاشتدت علاقة بعض الأخوات ببعضهن لدرجة أن
الأخت يمكنها أن تضحي بكل شيء من أجل أختها ولكن ظهرت أموراغريبة وتدخل الشيطان في أسمى علاقات البشر وتحول حبهم لعذاب يحيونه ليل نهار وصارت الأخت يشتد شوقها إلى أختها فوق أي أحد من أقاربها وتصاب بالأرق إن غابت عنها وهم على شك من أمرهم هل هذا مباح أم حرام وأين هو من الحب في الله والسؤال ما هي حدود العلاقات بين الاخوان من حيث الجسد والروح وجواز التقبيل والعناق وشدة الشوق
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. و بعد،
الأخت السائلة،
إن ما تصفين يعد انحرافاً عن العلاقة السوية بين المتحابين و المتحابات في الله، و إن لم تكن ثمة معصية ظاهرة فيما ذكرت و لكن عندما يصل الحال إلى ما ذكرت، فإنه يقتضي العلاج السريع والحكيم له، و ذلك بأمور:
1- الاعتدال في الحب، و في ذلك قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: “أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.” رواه الترمذي وصحح الألباني المرفوع منه.
2- أن يتفرقن في المضاجع فتنام كل واحدة على سرير منفصل و لا بأس أن يكن في نفس الحجرة و أن يقللن من العناق و التقبيل و الاتصال الجسدي و السنة هي العناق لمن طالت غيبته فقط و غير ذلك خلاف للسنة و ليس في خلافها خير. روى الترمذي عن أنس – رضي الله عنه -: “قال رجل : يا رسول الله ، الرجل منا يلقى أخاه ، أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا ، قال : فيليتزمه ويقبله ؟ قال : لا ، قال : فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال : نعم.” و حسنه الترمذي – رحمه الله – . و الأصل أن النساء شقائق الرجال و يشتركن معهم في الأحكام حتى يثبت خلاف ذلك.
3- أن يسارعن إلى الزواج متى تيسر.
4- أن يجردن الحب لله فإن فعلن فلن يأتيهن ذاك الحب إلا بخير.
إن العلاقة بين هؤلاء الأخوات في أصلها طيبة طاهرة و ينبغي أن تستمر و تُنَمّى و لكن مع تقويم يحفظها من الانحراف و لعل ما سبق من نصيحة يكفي و أسأل الله لنا و لكن الثبات على الدين وبارك الله في جهودكن التي يجب أن تستمر ولا يفسدها عليكن الشيطان بما ذكرتِ.
و الله تعالى أعلى و أعلم