السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد أن اعرف ما هو حكم الإسلام على متبرع بكلية لمريض مقابل مكافأة مالية عرضت عليه من المريض . هل يجوز او لا يجوز ؟
لا يجوز بيع الأعضاء، فإن تبرع الإنسان راغباً في إعانة أخيه ثم أعطاه أخوه على غير اتفاق سابق مكافأة، فلا حرج في قبولها.
و إليك قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بهذا الصدد:
” رقم القرار: 1 رقم الدورة: 8 العنوان موضـــوع زراعــة الأعضـــاء
تمهيد : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، في دورته الثامنة المنعقدة بمبنى رابطة العالم الإسلامي، في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 28 ربيع الآخر 1405هـ إلى يوم الاثنين 7 جمادى الأولي 1405هـ الموافق 19-28 يناير 1985م قد نظر في موضوع أخذ بعض أعضاء الإنسان، وزرعها في إنسان آخر، مضطر إلى ذلك العضو، لتعويضه عن مثيله المعطل فيه، مما توصل إليه الطب الحديث، وأنجزت فيه إنجازات عظيمة الأهمية بالوسائل الحديثة. وذلك بناء على الطلب المقدم إلى المجمع الفقهي، من مكتب رابطة العالم الإسلامي، في الولايات المتحدة الأمريكية. واستعرض المجمع الدراسة، التي قدمها فضيلة الأستاذ الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام في هذا الموضوع، وما جاء فيها من اختلاف الفقهاء المعاصرين، في جواز نقل الأعضاء وزرعها، واستدلال كل فريق منهم على رأيه بالأدلة الشرعية التي رآها. وبعد المناقشة المستفيضة بين أعضاء مجلس المجمع، رأى المجلس أن استدلالات القائلين بالجواز هي الراجحة، ولذلك انتهى المجلس إلى القرار التالي: أولاً: إن أخذ عضو من جسم إنسان حي، وزرعه في جسم إنسان آخر، مضطر إليه لإنقاذ حياته، أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية، هو عمل جائز، لا يتنافى مع الكرامة الإنسانية، بالنسبة للمأخوذ منه، كما أن فيه مصلحة كبيرة، وإعانة خيرة، للمزروع فيه، وهو عمل مشروع وحميد، إذا توافرت فيه الشرائط التالية: 1- أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضرراً يخل بحياته العادية، لأن القاعدة الشرعية، (أن الضرر لا يزال بضرر مثله ولا بأشد منه). ولأن التبرع حينئذ، يكون من قبيل الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وهو أمر غير جائز شرعا. 2- أن يكون إعطاء العضو طوعاً من المتبرع دون إكراه. 3- أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر. 4- أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالبا. ثانياً: تعتبر جائزة شرعاً بطريق الأولوية الحالات التالية: 1- أخذ العضو من إنسان ميت لإنقاذ إنسان آخر مضطر إليه. بشرط أن يكون المأخوذ منه مكلفاً، وقد أذن بذلك حالة حياته. 2- وأن يؤخذ العضو من حيوان مأكول ومذكي مطلقاً، أو غيره عند الضرورة، لزرعه في إنسان مضطر إليه. 3- أخذ جزء من جسم الإنسان، لزرعه أو الترقيع به في جسمه نفسه، كأخذ قطعة من جلده، أو عظمه. لترقيع ناحية أخرى من جسمه بها عند الحاجة إلى ذلك. 4- وضع قطعة صناعية، من معادن أو مواد أخرى في جسم الإنسان، لعلاج حالة مرضية فيه، كالمفاصل، وصمام القلب، وغيرهما. فكل هذه الحالات الأربع يرى المجلس جوازها شرعاً بالشروط السابقة. وقد شارك في هذه الجلسة فريق من الأطباء لمناقشة هذا الموضوع وهم: 1- الدكتور السيد محمد علي البار. 2- الدكتور عبدالله باسلامة. 3- الدكتور خالد أمين محمد حسن. 4- الدكتور عبدالمعبود عمارة السيد. 5- الدكتور عبدالله جمعة. 6- الدكتور غازي الحاجم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً والحمد لله رب العالمين.”