انا متزوجه منذ بضع سنين لشاب نحسبه علي خلق و دين و الحمد لله. نصحت الدكتوره ان لا يكون هناك معاشره زوجيه منذ الشهر الخامس لاسباب الحمل(حامل في الثاني) و الان بعد عدةاشهر و بينما كنا نصلي وجدت ابني الصغير و هو يلعب بتليفون ابيه انه فتح صفحة اليوتوب و داس علي مقاطع خليعه كانت في تاريخ التشغيل علي ايميل زوجي. ظهر زوجي مرتبكا قليلا و لكنه نفي اي تعلق بهذه الاشياء.فوضت امري الى الله و نصحته و ذكرته بحرمة الله و لكنه حلف الى بالله انه لا يدري كبف أتت هذه الاشياء و مسح البرنامج. انا في حيرة لأني اعلم ان قد يقع الشخص في هذه الاشياء و لكن باب التوبه مفتوح و ما اعرفه عن زوجي انه انسان يحب الخير و عنده حياء و غيره. قررت حينئذ ان اتغافل و لا اكثر التحقيق لأن ربما لا يجدي و قد يضر ولكن مازالت الريبه تشتعل في قلبي والان بدأت اشك في كل شيء, ماذا افعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أختي الفاضلة،
أولًا، أنصحك بحسن الظن بزوجك، فإن هذا الذي رأيتيه قد لا يكون لزوجك به صلة من قريب أو بعيد، فما أكثر ما يحصل مثل ذلك في ذاك العالم الافتراضي الذي تختلط فيه الأمور وتحصل فيه الأخطاء ويعرض للناس فيه ما ينكرون.
إن زوجك الصالح من أولى الناس بحسن ظنك، ونحن مأمورون بحسن الظن بعباد الله جميعًا، فقد قال الله تعالى: “لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً” [النور:12] وفي الصحيحين عن أبي هريرة: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا…” وقال ابن سيرين – رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل لعل له عذرًا لا أعرفه.
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا … لعل له عذرًا وأنت تلوم
فإن كان زوجك قد ألم بذنب كذلك الذي تشكين فيه، أفلا تغفرين له؟ إن الله يقول: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ” [النور:22]
إن الشك ليل مظلم وسبب للهم والحزن وسلامة الصدر من العافية التي هي من أعظم نعم الله على العباد، فعليك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك سلامة القلب. روى أحمد عن شداد بن أوس أنه قال: سَمِعتُ رسول الله يقول: إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرُّشْد، وأسألك شُكر نعمتك، وأسألك حُسْن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، وأسألك لِساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تَعْلَم، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب.
أرجو أن يشرح الله صدرك ويفرج كربك.
والله تعالى أعلم