2. محاولة استيعاب الواقع والتحديات وفهم خريطة توازنات الداخل والخارج. وهذا يعني إدراك حجمنا الحقيقي في دنيا الناس اليوم، وذلك بحسابات القوة المعروفة في عالم الأسباب.
3. أخذ خطوات صغيرة ومحسوبة، وذلك بعد التشاور مع أولي النهى وأصحاب الحجا من الإسلاميين والشرفاء. وهذا يعني ترك الأثرة والتسلط والسير في عماية وخبط العشواء.
4. توحد الإسلاميين خلف هذه الخطوات وحمايتها بكل قوة – إلا أن يظهر بطلانها أو ضررها بكل وضوح. وهذا يعني عدم التردد والتراجع كل يوم أو يومين، وعدم نزع النخوة من شباب الإسلاميين، فدون ذلك خرط القتاد، فديننا دين رفق ورحمة وهو كذلك دين فتوة وعزة، وإن شعر الشباب أن القادة يزينون إليهم الذل والمهانة، فإنهم سيتمردون، وعندها يصيرون فوضى لا سراة لهم.
إنني أظن أن السلفيين يتعجلون في أمور يرى الإخوان الأناة فيها أو لا يتحمسون لها أصلا، والإخوان يتعجلون في أمور أخرى، وأكثر خصومهم أشد عجلة وأعظم بغيًا، فهم يريدون سوق الشعب كالعجماوات، ولا يعترفون بحق الأغلبية في إدارة البلاد، وبعضهم لا يرقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، بل ولا الوطن كله يعنيهم طالما حصلوا حظوظ أنفسهم الخسيسة. لقد استعجل جميع الفرقاء في مصر المواجهة الأيديولوجية وصراع المرجعيات، فالحلم والأناة فينا أعز من الكبريت الأحمر.
رغم اختلافي مع كثير من مواقف أردوجان، إلا أنني أعتقد أن براعته هي أنه لا يتخذ من القرارات والسياسات إلا ما يستطيع حمايته. لعله أحسن منا فهمًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “اكلفوا من العمل ما تطيقون.”
اللهم صل على الإمام الأعظم الصادق الأمين والحمد لله رب العالمين.