السلام عليكم اريد ان اعرف راي الشرع في موضوع الاجهاض اخي رجل مسلم متزوج من مسلمة و قد انجبا بعد سنة من زواجهما طفلة مريضة (جسديا تم علاجها نوعا ما بعدة عمليات لكن تفكيرا بقي لديها تأخر و اخبرهم الاطباء بعدها ان احتمال ان ياتي الولد القادم نفس الشيئ هو الربع و لا مجال لاكتشاف اصابة الجنين قبل عمر عشر اسابيع حملية و قد غامرا بحمل ثاني و عندما اصبح الحمل في العشرة اسابيع اخبرهم الطبيب ان الجنين كسابقه فسألوا عن امكانية الاجهاض و قيل لهم حرام فاحتفظوا به و الان لديهم طفلتان مريضتان نفس المرض سوالي هو اذا حدث حمل ثالث هل يمكن ان يجهض الجنين في العشرة اسابيع من منطلق انهما لم يعودا قادرين على تربية اكثر من طفلين مريضين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا شك أن الشريعة الإسلامية قد راعت حرمة الجنين في بطن أمه، فمنعت من إقامة الحد على المرأة الحامل المستحقة له من أجله، وأجازت لها الإفطار في رمضان رعاية لمصلحته، وأوجبت الكفارة – وهي غرة أو نصف عشر الدِّيَة – على من ضرب الحامل فأسقطت جنينها وإن كان أبا الجنين، بل وعلى الأم إن تعمدت إسقاطه؛ ولو وضعته حيًّا ثم مات من الضربة لوجبت الكفارة كاملة. بل ذهب ابن حَزْم : إلى أن من تعمد قتل الجنين بعد نفخ الروح فيه فإن عليه القود.
والخلاف في الإجهاض كثير، وملخصه أنهم أجمعوا على حرمته بعد نفخ الروح والتي تتفق كلمتهم على أنها تنفخ بعد المائة والعشرين يومًا ثم اختلفوا فيما دون ذلك على ثلاثة أقوال:
1- يحرم الإجهاض في جميع الأطوار وهو قول المالكية والظاهرية وبعض الحنفية والشافعية والحنابلة.
2- يحرم الإجهاض بعد الأربعين الأولى ويجوز فيها وهو قول الحنابلة وبعض المالكية.
3- يحرم الإجهاض بعد نفخ الروح ويجوز قبله وهو قول الحنفية والشافعية وبعض الحنابلة.
هذا قول المتقدمين، وإليك قرار مجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي بهذا الصدد:
“الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد،
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي… قد قرر بالأكثرية ما يلي:
– إذا كان الحمل قد بلغ 120 يومًا، لا يجوز إسقاطه ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوه الخِلقة إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء الثقات المختصين أن بقاء الحمل فيه خطرٌ مؤكدٌ على حياة الأم، فعندئذ يجوز إسقاطه، سواءٌ كان مشوهًا أم لا، دفعا لأعظم الضررين.
– قبل مرور 120 يوما على الحمل، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات، وبناءً على الفحوص الفنية بالأجهزة والوسائل المختبرية، أن الجنين مشوه تشويهًا خطيرًا غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده ستكون حياته سيئة وآلامًا عليه وعلى أهله، فعندئذ يجوز إسقاطه بناءً على طلب الوالدين.
والمجلس إذ يقرر ذلك يوصي الوالدين والأطباء بتقوى الله والتثبت في هذا الأمر. والله ولي التوفيق.”
والذي أراه في حالة أخيك جواز الإسقاط إذا كان المرض خطيرًا كما ذكرت وسيجعل حياة الطفل سيئة وآلامًا عليه وعلى أهله.
والله تعالى أعلم