ما هو حكم تربية (بيج) خنزير البحر الهندي في الدين ….أفيدونا أثابكم الله ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
لا بد أولا من التكييف الفقهي أو تحديد ماهية الحيوان المسؤول عنه، وحقيقته كالآتي (من موسوعة ويكيبيديا):
“خنزير غينيا (بالإنجليزية Guinea pig) حيوان لبون صغير من القوارض – بخلاف اسمه، ينشط في الطبيعة ليلياً للبحث عن غذائه المتكون من الخضراوات مثل الجزر والملفوف والقرنبيط
(الزهرة) والحبوب الجافة.“
وعلى هذا، فلا شأن لهذا الحيوان بالخنازير، فإنما هو من القوارض فهو أقرب ما يكون إلى الفئران، فهل له حكمها؟
أولا: الفئران لا يجوز تربيتها، بل المسنون قتلها كونها سببًا للضرر؛ قال رسول الله r: “أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ الْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ.”
وقد بين رسول الله جانبًا من ضرر الفأرة حيث قال: “فإن الفُوَيسِقَة تُضرِم على أهلِ البَيْت بَيتَهُم.” كونها تجر فتيل المصباح فتقلبه. ولا شك أن الفئران تسبب أنواعًا من الضرر، منها نشر الأمراض والأوبئة وإفساد الطعام، وترويع الصغار … الخ ولا تقبل النفوس السوية والفطر السليمة مبدأ تربية الفئران وما شابهها من الجرذان وغيرها من المستخبثات.
ثانيًا: هل لخنزير البحر الهندي حكم الفأر؟ بداية، كونهما من نفس الفصيلة لا يعني اشتراكهما في الحكم، لكن لو كان يشارك الفأر في سبب التحريم، وهو ما سبق من ضرر، فله حكمه، ولكن لعل هناك فوارق كون الأول قابل للترويض وأهدأ طبعًا وأقل حركة وغير ذلك.
أخيرًا: الشيه بين هذا الحيوان والفأر – رغم ما سبق – لا ينكر، ولكن ليس من كل جانب، والذي يترجح هو كراهة تربية تلك الحيوانات دون التحريم، وذلك لكونها من المستخبثات.
أختم بضرورة تنشئة الأطفال على معاني الجمال والنظافة وطلب المعالي؛ قال رسول الله r: “إن الله تعالى جميل يحب الجمال [كريم يحب الكرم] ، و يحب معالي الأخلاق [الأمور] ، و
يكره سَفسافها [سفاسفها]” (رواه الحاكم والطبراني في الأوسط بسند حسن.)
والله تعالى أعلم