أثقلتني الذنوب حتى مرضت فماذا أفعل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
إلى من أثقلته الذنوب
أخي الحبيب ، لا بد أن تعلم أن الله أرحم بالعبد من الأم بولدها و لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ترضع ولدها فقال لأصحابه: “أترون هذه طارحة ولدها في النار” . قالوا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: “لله أرحم بعباده من هذه بولدها” (متفق عليه)
و الله يفرح بتوبة عبده ، و قد يورث الذنب الذي يتاب منه صاحبه من النكسار و الإخبات ما يرفعه مقامه فوق ما كان عليه قبل حصول المعصية.
· اشغل نفسك بالحق لئلا تشغلك بالباطل و من أفضل ما تنشغل به الإحسان إلى الخلق و من ذلك زيارة المرضى و المسنين و قضاء حوائجهم و غير ذلك من أوجه البر، و سيما إن كانت هناك جمعيات خيرية تقوم بهذه الأعمال فتنضم إلى بعضها، وتذكر قول الحبيب – صلى الله عليه و سلم -: “ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة” (متفق عليه)
و عليك:
بمخالطة الصالحين، ففي مخالطتهم أنس و انتفاع بحكمة أو نصيحة و تعاون على الخير و دفع للوحدة و ما تجلبه من وساوس و اكتئاب. و الله تعالى يقول: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا” (الكهف:28)
وقراءة الكتب النافعة سيما سير الرسول و الأصحاب و صالحي العلماء و كتب الرقائق كمدارج السالكين و طريق الهجرتين و الجواب الكافي لابن القيم و مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة.
والترويح عن النفس بالمباحات فإن النفوس تمل و لذلك قال – صلى الله عليه و سلم -: “ولكن ساعة و ساعة” (مسلم)
وأصف لك لضيق الصدر ما وصف رسول الله – صلى الله عليه و سلم – حيث قال: “إن التلبينة تجم فؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن” (متفق عليه) وطريقة عملها هي بغلي الشعير في الماء حتى يصير الماء ثخيناً و تضيف إليه عسلاً وتشربه مرة أو مرات كل يوم.
اللهم اغفر لأخينا وفرج كربه